سبب جمع النفايات

مسيرة الأربعين الحسينيّ هي واحدة من أكبر التجمعات البشرية في العالم، حيث يتوجه ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم كل عام سيرًا على الأقدام لتجديد البيعة مع الإمام الحسين عليه السلام. هذا الطريق الروحي والمعنوي هو فرصة للتزكية الذاتية، وتعزيز الوحدة الإسلامية، وإظهار الوجه الحقيقي لثقافة الشيعة للعالم.

لكن إلى جانب هذه المظاهر الروحية، فإن الحفاظ على نظافة وصحة البيئة هو أحد المسؤوليات الأساسية للزوار. عدم إلقاء القمامة على طول الطريق ليس فقط دليلاً على الحضارة واحترام حقوق الآخرين، بل هو أيضًا تجلٍ للدين الحقيقي والمسؤولية الاجتماعية.

إذا تُركت النفايات في الطريق، فإنها بالإضافة إلى تلويث البيئة، تسبب تشويه مظهر هذه الحركة العظيمة. في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي هذه التلوثات إلى الأمراض، والروائح الكريهة، أو حتى انسداد الطريق، مما يسبب معاناة للزوار.

مع وجود العديد من المواكب التي تقدم خدمات مجانية، يُتوقع من الزوار أيضًا أن يشاركوا في تنظيف الطريق بحمل أكياس النفايات معهم. الإمام الحسين عليه السلام قام من أجل إصلاح المجتمع، لذا يجب علينا نحن أيضًا أن نجعل المجتمع أجمل بسلوكنا.

إذا قام كل زائر بجمع نفاياته فقط، فسيتحول طريق الأربعين إلى نموذج للنظافة إلى جانب الروحانية. كما أن هذا الفعل يُعد احترامًا للمضيفين العراقيين وللشعب الذي يستقبل الزوار بقلوب مفتوحة وبكل محبة.

ثقافة الأربعين لا تقتصر فقط على الحزن والبكاء، بل يجب أن تتجلى أيضًا في الالتزام بالقيم والتعليمات الإسلامية. احترام الطبيعة، والحفاظ على نظافة البيئة، وتجنب الإضرار بالآخرين، هي جزء من تلك الثقافة التي كان أهل البيت عليهم السلام يروّجون لها.

عدم إلقاء القمامة في طريق الأربعين هو احترام للطريق الذي قدّسه دم الشهداء المقدسين. فلنسعَ جميعًا للحفاظ على هذا الطريق المضيء نظيفًا، جميلاً وملهمًا.